الموقع الرسمي للملتقى الدولي للمذهب المالكي

التعريف بولاية عين الدفلى

 يعــود تاريـخ ولايـة عين الدفلـى إلى الفترة ما قبل التاريخ فشهدت التواجد الإنساني منذ آلاف السنين ( ما قبل التاريخ ). عمرتها القبائل الماشوسية . وسكنها الفينيقيون لقربها من سواحل تيبازة و تنس في القرن الأول قبل الميلاد استقر بها الرومان فأصبحت تابعة إلى مقاطعة موريتانيا القيصرية ،  و احتلـوا مواقعهــا الإستراتيـجيـة و سهـولهـا الخصبـة و أنشئـوا بها عدة مستعمـرات أبيـدوم نوفـوم (عين الدفلى) أكواكاليداى (حمام ريغة ) تيقافا كاسترا ( العطاف)، تيقافـا منيسيبيوم (العبادية ) قرقرة (العامرة) ، زوكابار (مليانة ).

أصبحت المنطقة قطـبا حضاريا خلال الحقبة الإسلامية حيث اتخذ زيري بن مناد بلقين مدينة مليانة مركز إشعاع ثقافي و روحي. أما في العهد العثماني ازدهرت الحضارة العربية الإسلامية الممزوجة بالتراث العثماني في هذه الجهة من الوطن. إبـان الإحتـلال الفرنسي برزت المنطقة بدورها البطولي في المقاومة منذ عهد الأمير عبد القادر إلى غاية تفجير ثورة نوفمبر الخالدة.

الموقــــع الجغـــــــــــــــرافــــي

تقـع ولاية عين الدفلى على بعد 145 كلم جنوب غربي الجزائر العاصمة.  يحدها من الشمال ولاية تيبازة ، من الجنـوب ولايـة تسمسيلـت ، من الشمـال الشرقـي ولايـتا البليـدة و المديـة و من الغـرب ولايـة الشلـف ,تتربع على مساحة تقدربـ 4260 كلم2 و هي تتكـون إداريـا من 14 دائرة تتفرع إلى 36 بلديــة .

الوســط الطبيعــــي لولايــــة عين الدفلـــــى  

تتخذ الولاية شكل الحوض المغلق باستثناء فتحة في الجهة الغربية. يتكون الوسط الطبيعي من التضاريس التالية :

 الجبــــــال :

تتمثل في سلسلتين جبليتين هما الظهرة و زكار شمالا و الونشريس جنوبا.

السهـــــول :

يتوسط هاتين السلسلتين الجبليتين سهـــل الشلف ذو الأراضي الفلاحية الخصبة .

الغابــــــات :

تزخر الولاية  بثروة غابية معتبرة تقدر مساحتها ب132.709 هكتار , تغطي جبـال الظهرة و زكار و الونشريس.

 المياه : 

 تتوفــر الولايــة على عدة سـدود ذات قـدرة تخزينيـة عالية ســد غريـب (واد الشرفــاء ) سد دردر (طارق بن زياد) , سد حرازة (جليدة ) ســد أولاد ملــوك (بلديــة الروينــة ) و سد سيدي أحمد بن طــيبة ( بلدية عريـب ).

المنـــــــــاخ : يسود ولاية عين الدفلى مناخ قاري يتميز بشتاء بارد و صيف حار.

عين الدفلى و النشاط السياحي

على غرار المواقع الأثرية و النشاطات التي تتميز بها الولاية ، فولاية عين الدفلى تهتم أيضا بنشاط السياحة ، و هذا ما يكمن في المنبع المعدني لحمام ريغة ، الذي يوفر كل شروط الراحة و الصحة للزائريين عبر الخدمات الهامة التي توفرها هذه المحطة الهامة ، يعود تاريخ هذه المحطة المعدنية إلى العهد الروماني بعد اكتشاف ينابيع حموية أطلق عليها اسم ” اكوا كاليداي ” Akoi Kaliday” فما زالت بعض التحف من العهد الروماني موجودة بهذه المنطقة .

تزخر ولاية عين الدفلى بتراث عريق و زاخر من الفنون و العادات و التقاليد تختلف عن عادات و تقاليد المناطق الأخرى مثل الصناعة التقليدية كالفخار ، و السلال ، ألبسة تقليدية .فهذه هي ولاية عين الدفلى بتراثها الفكري و الثقافي و التاريخي و الحضاري و البيئي ، و الاقتصادي اكتسبته عبر مختلف الحقبات الزمنية .

عين الدفلى الأرض الساحرة

عين الدفلى الأرض الساحرة ، الساحرة بمعالمها الإسلامية ، و التاريخية عبر الفترات و الحقبات الزمنية التي مضت على هذه المدينة الهادئة . فالزائر لهذه المدينة الهادئة سينبهر بما تمتلكه هذه المنطقة من ثروة مائية ، كما تعرف عين الدفلى بأراضيها الخصبة المناسبة لممارسة النشاط الفلاحي ، و كذا الطابع العمراني الذي يميز معظم أزقتها ، اكتسبته عبر مختلف الحقبات الزمنية و التاريخية مثل دار الأمير عبد القادر ، الآثار الرومانية ..و غيرها من الحضارات التي تعاقبت على هذه المنطقة من استقرار قبائل ” الماسوشية ” في فترة ما قبل التاريخ ، إلى استيطان الرومان في نهاية القرن الأول ميلادي الذين أطلقوا عليها اسم ” اوبيديوم نوفوم ” Opédioum Novom  ، ثم الونداليون و البيزنطيون إلى أن جاء الفتح الإسلامي حوالي القرن 07م ، فخلال هذه الحقبة عرفت بالخضراء وازدهرت مدنها في عهد ” زيري بن مناد بولوغين ” الذي جعل من مليانة عاصمة لجزء كبير من المغرب ، فخلال الحقبة التركية كانت عين الدفلى تابعة لبايلك الغرب و بعدها لدار السلطان تحت حكم الباشا .ففي سنة 1840 احتل الجيش الفرنسي المنطقة ، هذا الأخير الذي لقى مقاومة شرسة من أبناء المنطقة بقيادة الأمير عبد القادر . 

  المرحلة الفنيقية الرومانية

أول الشعوب التي عرفتها هذه المنطقة هم الفنيقيون وهم أمة تجارية لا شأن لها بالحروب، وكانت لهم مراكز تجارية على المدن الساحلية: عنابة، جيجل، بجاية، الجزائر وشرشال وكانت لهذه المراكز التجارية الساحلية تأثيرا على المناطق الداخلية وخاصة منطقة مليانة التي كانت تابعة من الناحية الإقتصادية إلى المركز التجاري بشرشال الذي أسسه الفينقيون.

  كما عرفت هذه المنطقة غزو الرومان لها وذلك بعد إنتصارهم في الحروب الطاحنة ضد الفينقيين، واستولى الرومان على الوطن الجزائري سنة 42 ق.م  وفي سنة  430م  سقط سلطانهم على أيدي الوندال ولم تكن مدة حكمهم على طولها كافية لتثبيت قدم حكومة الرومان بالجزائر، فإن سكان منطقة مليانة كغيرهم من الجزائريين ما انفكوا خلال هذه المدة يعبرون عن كراهيتهم للرومان بالقول والفعل، وقد ظلت جهات من القطر الجزائري محافظة على إستقلالها وسط الحكومة الرومانية وهي مناطق جبال: الأوراس، جرجرة والونشريس، وكانت مصدر للحركة الإستقلالية ضد الرومان، إذ أن جهة الونشريس المستقلة كانت تضم منطقة مليانة،عين الدفلى، الشلف، العطاف والمدية، ولم يكن هذا الإستقلال عن الحكومة الرومانية الظالمة المعتدية إلا نتيجة للتمرد والعصيان والثورات المتتالية من طرف السكان الذين ظلوا على الدوام يعشقون الحرية ويرفضون الإستعباد فأمتهنوا المقاومة والكفاح حرفة ضد المستبدين فسجلوا صفحات خالدة من البطولات والأمجاد.

ومن أشهر المدن التاريخية بالمنطقة مدينة مليانة التي تأسست في العهد الروماني على يد الأمبراطور  أوكتافيوس  بين عامي 25و27 ق.م.

وقد وصفها الإدريسي بقوله  مدينة مليانة كدرة مستندة على جبل زكار .

عين الدفلى الأرض التاريخية

عين الدفلى الأرض التاريخية ، الساحرة بتاريخها المجيد ، الذي يحمل في طياته عديد المعاني المتميزة ، من خلال المرتحل التاريخية التي مرت عليها هذه المنطقة التي كان يطلق عليها الرومان اسم ” اوبيديوم نوفوم ” Opédioum Novom ، شيدت في النصف الأول من القرن الأول ما بين سنتي 41-45 م تحت إمرة الإمبراطور ” كلود ” ،

تحمل هذه المنطقة ارث حضاري و ثقافي و تاريخي متميز امتد عبر مختلف الفترات الزمنية .

ثراء عين الدفلى بالإرث الحضاري و الإسلامي

 ثراء عين الدفلى بالإرث الحضاري و الإسلامي جعلها منطقة لها خصوصياتها الثقافية و التاريخية تنفرد و تتميز بها عن المناطق الأخرى من الجزائر ، نظرا لامتلاكها عديد المعالم الإسلامية المرموقة و الجميلة جمال الحقبة الزمنية التي

بنيت فيها منها منارة مسجد البطحاء التي تعتبر ما تبقى من المسجد الكبير الذي بني في العهد العثماني ، و خلال الفترة الاستعمارية حولت إلى ساعة كبيرة عرفت بساعة ” كارلو ” ، ومتحف الأمير عبد القادر التي كانت دار الباي التركي ، يتميز هذا المعلم الإسلامي بطابعه العمراني الأندلسي و يمثل الهندسة الإسلامية  ، كما يعرف هذا المعلم التاريخي بدار الأمير عبد القادر الذي اتخذها مقر للخلافة .

بعد هذا الإرث الحضاري التاريخي نتوجه إلى معالم أخرى لا تقل قيمة منها مصنع الأسلحة الذي شيده الأمير عبد القادر خارج أسوار مليانة ،و مسجد و ضريح سيد احمد بن يوسف الذي تم بناؤه في سنة 1774م بأمر من محمد الكبير باي وهران ،و الزاوية الهبرية التي تتميز بالهندسة العربية الإسلامية و زاوية سيدي بن شرقي التي تقع بمنطقة العبادية و التي تأسست في القرن التاسع ميلادي .

Scroll to Top