الموقع الرسمي للملتقى الدولي للمذهب المالكي

من علماء المذهب المالكي لولاية عين الدفلى

من أعلام المذهب المالكي في ربوع ولاية عين الدفلى

لقد عرفت الجزائر المذهب المالكي منذ زمن بعيد، فهو ضارب جذوره في أعماق التاريخ، بل هذا حال جميع دول المغرب العربي ، وقد دخل المذهب المالكي الجزائر خاصة والمغرب العربي عامة من جهتين: جهة القيروان وجهة الأندلس، وقد حمل المعز بن باديس الناس على مذهب مالك، وقطع ماسواه من المذاهب السنية الأخرى، وقد تعرض المذهب لعدة زلازل أرادت زحزحته وصد الناس عنه، كما حدث مع المذهب الظاهري، الذي كاد يعصف بالمذهب لولا أن الله قيض له علما راسخا،هو الإمام الباجي ، وكما حدث مع يعقوب المنصور الموحدي الذي أمر برفض الفقه، وأحرق كتب المذهب، وأن الفقهاء لا يفتون إلا من الكتاب والسنة، ولا يقلدون أحدا من المجتهدين، وصار عصرنا اليوم ينسخ على ذلك العصر، فظهرت دعوات هنا وهناك تدعو إلى ترك التمذهب جملة بل صارت ترى التمذهب عيبا، وهو مما ينكر.

من هنا رأينا أن نلفت نظر الناس إلى أعلام كانوا في ربوع هذه الولاية المقتدى بهم، الذين تمثلوا وصية النبي صلى الله عليه وسلم  (العلماء ورثة الأنبياء) بحق لنقتدي بهم ولننزلهم منازلهم ولنعرف حقهم.


من علماء المذهب المالكي في ولاية عين الدفلى

العالم أبو زكريا يحيى محمد الشاوي النايلي الملياني

وهو من مدينة مليانة التي عرفت العديد من العلماء، كونها مدينة تعاقبت عليها الحضارات والدول ومن العلماء المبرزين.

ولادته: لاتعرف ولادته بالتحديد ولا سبب نسبتيه إلى الشاوية وإلى أولاد نايل ،

طلبه للعلم: أول تلقيه للعلم كان بمليانة، منها أخذ دراسته الابتدائية ثم مضى إلى مجاجة لمتابعة دراسته بزاوية محمد بن محمد بن علي أبهلول ثم منها إلى تلمسان حيث قرأعلى الشيخ المقري ثم ارتجل إلى الجزائر ليسمع بها من ثلاثة أساتذة أفذاذ، مثل: ( أبي الحسن الأنصاري السجلماسي وسعيد قدورة ).

اجتهد الشاوي في تعميق معرفته في العلوم الشائعة وقتئذ.

بعد وفاة أستاذه الأنصاري تولى التعليم كأستاذ ممتاز، وصار شخصية بارزة بجانب السلطة السياسية الحاكمة، لكن ثورة أحمد بن الصخري على العثمانيين 1047هـ/1637م عجلت برحيل الشاوي من مدينة الجزائر إلى بجاية ثم عنابة ثم مكة المكرمة لأداء فريضة الحج بعدها توجه إلى القاهرة قرأ على مشاهير علمائها مثل: ( البابلي والشرابلي والمزاحي….)

أعماله: من أعماله تدريسه بالأزهر ماجعل صيته يصل إلى أولي الدولة المصرية فولوه قضاء المالكية ثم مفتي المالكية.

إلقاؤه دروسا بمسجد بني أمية بمحضر أعلامها ثم مضى إلى استنبول واستقبله شيخ الإسلام بتركيا وبعد مدة ارتقى إلى أستاذ لتعليم التفسير والنحو والتوحيد وأنزله مصطفى باشا (مصاحب السلطان) بداره معززا مكرما.

سمي في آخرحياته أمير الحج على الركب المغربي قاد قافلة الحجيج إلى مكة المكرمة مفضلا طريق البحر فمات على ظهر سفينة في البحر الأحمر سنة 1096م ودفن بمقبرة القاهرة رحمه الله.

الشيخ الفقيه الحاج علي الحضري

تعريفه : هو الشيخ الفقيه  المربي الملقب ب” رايس ” لمداني الدار المقيم ببلدية جليدة، أين أسس زاويته بعرش الوزاغرة، هو مالكي المذهب، أشعري العقيدة، كان على طريقة الشاذلية، ثم التجانية آخرا.

طلبه للعلم : العلوم الشرعية والطريقة على يد شيخه الرباني محمد الميسوم صاحب قصر البخاري – رحمه الله رحمة واسعة – فقد سار الشيخ -رحمه الله- سيرة شيخه الجليل.

أعماله وآثاره :

كان الشيخ معروفا بسيرته الحسنة، وتربيته العلمية والتعليمية، فقد ظهرت بركته في ذلك الجم الغفير من الفقهاء الذين تخرجوا على يديه، علما وعملا، نذكر منهم: – الشيخ الفقيه أحمد العربي المغراوي البوراشدي

-الشيخ بن أحمد كروش – الشيخ محمد بن دوحة بعين الأشياخ- الشيخ البوزيدي عبد القادر الجيلالي وغيرهم كثير وكان أكثرهم صاحب زاوية أو إمام في ربوع هذا الوطن – حرسه الله –

ترك الشيخ الحضرمي آثارا لا تزال مخطوطة بيد ورثته بناحية جليدة إلى اليوم، وفق الله من يخرجها حتى ينتفع بها الأجيال منها:

– شرح السنوسية في العقيدة الأشعرية، المشهورة بـ:” أم البراهين الكبرى”

-الأذكار فيه من الأنوار والأسرار.

– شرحه لقصيدتين الأولى لشيخه محمد الميسوم، والثانية للشيخ محمد بن أحمد البرباري.

رحم الله جميع من أفاد البلاد والعباد.

الشيخ العلامة الحاج الجيلالي بن عبد الحكم

تعريفه: ولد الشيخ سيدي الحاج الجيلالي بن عبد الحكم في 1298هـ بـ:مدينة العطاف.

طلبه للعلم: بدأ الشيخ الدراسة لما بلغ سنه خمس سنوات، فحفظ القرآن في سن مبكرة؛ لقوة حافظته وحدة ذكائه، تتلمذ على عدد من شيوخ المنطقة، فهو كان كثير التردد على زاوية الشيخ الرباني المربي الحاج أحمد بن شرقي، وهناك ختم الفقه على متن خليل والتوحيد على يد الشيخ بالعربي ابن الشيخ بن شرقي، وأخذ جملة مختلفة من العلوم كنحو الآ جرومية والألفية والمنطق والعروض من الشيخ سيدي محمد بن أحمد السوسي خريج جامعة فاس.

أعماله وآثاره: لما تمكن من العلوم أجازه الشيخ أحمد بن شرقي فأسس زاويته بالعطاف في الفاتح من محرم 1324هـ بمنطقة عتبة حاليا حيث المسجد المسمى باسمه. استمر 30 سنة على ذلك، حتى ضرب الزلزال المنطقة في عام 1934م فتهدمت المدرسة كلها، حينها انتقل رفقة عائلته إلى الأصنام وأسس بها مدرسة الفلاح (الخلدونية حاليا) في عام 1935م.

ولما ضرب الأصنام زلزال 1954م رحل الشيخ رفقة عائلته إلى مدينة غليزان، وواصل التدريس هو وابنه الشيخ الحاج أحمد فلما ضاق المكان بالطلبة انفصل الوالد وصارا كل منهما يدرس على حدة.

رجع الشيخ إلى الأصنام 1957م مواصلا نشاطه في التعليم ونفع المسلين بالفتاوى الشرعية وغيرها.

ترك الشيخ مؤلفا له أهميته في الترجمة هو: المرآة الجلية في ضبط ماتفرق من أولاد يحيى بن صيفية .

توفي في22 من رمضان 1964م – رحمه الله رحمة واسعة –

جزاه الله عن خدمة البلاد والعباد خير الجزاء.

الشيخ الفقيه العارف بالله المرايمي

تعريفه: ولد الشيخ بلقاسم بن عبد الله بن مصطفى المرايمي في عام 1854م ببلدية جمعة أولاد الشيخ دائرة جليدة.

طلبه للعلم: ارتحل إلى طلب العلم منذ صغره، فأخذ عن الشيخ عبد القادر مولى ماقر من ناحية غريس، والشيخ محمد بن أحمد الندات، والشيخ الميسوم وغيرهم صاحب قصر البخاري وغيرهم.

أعماله وآثاره: في سنة 1880م استقر ببلدية زدين وبها أسس زاويته فكان الناس يفدون إليه من شتى النواحي يطلبون العلم والاهتداء على يديه.

  فتخرج جماعة عنه نذكر منهم السادة: بوعلام سعادو ببوراشد، محمد بن العربي حاج صادق بعين الدفلى، عبد الرحمان الزراوي وغيرهم. وكل هؤلاء حذوا حذوه في التعليم وهداية الناس.

وفي سنة 1925م انتقل إلى ولاية عين الدفلى أين أسس المسجد العتيق ليواصل خدمة طلاب العلم وهداية الناس.

  أما حفيده الحاج محمد النداتي فقد عاد من فاس واشتغل بالتربية في جامع أبيه بزدين وفي سنة 1954م انتقل إلى جامع صهره محمد بن العربي حاج صادق وبقي أبوه النداتي يواصل تعليم الناس وإرشادهم بعين الدفلى حتى سنة 1964م حيث سافر إلى بيت الله الحرام ووافته منيته بالمدينة المنورة وبها دفن – رحمه الله وطيب ثراه وجعلنا ممن اهتدى بهديه –

هذا ذكر لبعض العلماء الذين تحصلنا على سيرهم، أما من لم نحصل على سيرهم فنرجوا من المهتمين والباحثين أن يوافونا بها لنشرها.

Scroll to Top