ومضة الطبعة 17 للملتقى الدولي للمذهب المالكي
البث الحي لمجريات الملتقي الدولي للمذهب المالكي
التعريف بولاية عين الدفلى
محاضرات الملتقى الدولي للمذهب المالكي
من أقطاب الولاية و أعلامها وعلمائه
من علماء المذهب المالكي في ولاية عين الدفلى
ومضات عن حياة الإمام مالك
عين الدفلى، الأرض الساحرة
عين الدفلى تاريخ و أصالة
من هو الإمام مالك ؟
هو الإمام مالك بن أنس بن أبي عامر ،شيخ الإسلام ،و حجة الأمة ، و إمـام دار الهجرة ووارث علم التابعـين بها ، وهو من بيت علم و فضل ،ولد سنة 93هـ بالمدينة المنـورة و أخذ عن أشهر أعلامهـا حتى غدا علما من أعلامهـا تضرب إليه أكباد الإبل لإستفتائه و تحقق فيه قول رسول الله صلى الله عليه و سلم “يوشك أن يظهر رجل بالمدينة تضرب إليه أكباد الإبل للفتيا “و قال فيه أيضا :” يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم فلا يجدون أحدا أعلم من عالم المدينـة ” قال عنه الإمام الزرقاني :مالك بن أنس الفقيه إمام دار الهجرة أكمل العـقلاء و أعقل الفضلاء رأس المتقنين و كبير المتثبتين حتى قال الإمام البجاري أصح الأسانيـد كلها مالك عن نافـع عن ابن عمر ، وتسمى السلسلة الذهبيـة، مات سنـة179هـ بمدينـة رسـول الله صلـى الله عليه و سلـم جـزاه الله عن الإسـلام و المسلمين خيرا.
و هو شيخ الإسلام ، حجة الأمة ، إمام دار الهجرة ، و هو بيت العلم طلب العلم و هو حدث بعيد موت القاسم و سالم فاخذ عن نافع ، و سعيد بن أبي سعيد المقبري ، و عامر بن عبد الله بن الزبير ، و بن المنكدر ، و الزهري و عبدالله بن دينار و خلق كثير ذكرهم من كتب عن مناقبه .و إلى جانب كل واحد منهم ما روى عنه في الموطأ . قال مالك : كنت أتي نافعا مولي ابن عمر نصف النهار ما يظلني شيء من الشمس و كان منزله بالبقيع بالصورين.
مالك سليل مدرسة المدينة
كان مالك رضي الله عنه في زعامته لأهل الحديث من الفقهاء سليل مدرسة متميزة المعالم بارزة الخطوط . و قد عاش مالك بن انس في المدينة طيلة حياته التي نيفت على الثمانين ، و لم يفارقها إلا حاجة في مكة ، و كذلك عاش فقهه في إطار السنة لا يكاد يفارقها إلى الرأي ، و إن فارقها أحيانا إليه فعلى قلة لا تمثل بالإضافة إلى استدلاله بالحديث الكثير إلا النزر اليسير .
إن مالك بن انس سليل المدرسة النبوية ، ابن مدينة الرسول عليه الصلاة و السلام ، حيث كان الفقهاء يأخذون بالرأي .
قال عنه الدهلوي : كان مالك رضي الله عنه أثبتهم في حديث المدنيين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم و أوثقهما إسنادا، و أعلمهم بقضايا عمر و أقاويل عبد الله بن عمر و عائشة و أصحابهم من الفقهاء السبعة ، و به و بأمثاله قام علم الرواية و الفتوى ، فلما وسد إليه الأمر حدث و أفتى و أفاد و أجاد ، وعليه انطبق قول رسول الله صلى الله عليه و سلم : ” يُوشِكُ أَنْ يَضْرِبَ النَّاسُأَكْبَادَ الْإِبِلِ ، يَطْلُبُونَ الْعِلْمَ ، فَلَا يَجِدُونَ أَحَدًاأَعْلَمَ مِنْ عَالِمِ الْمَدِينَةِ” .
كان الإمام ملك حسن الرواية للأحاديث جيد التمييز بين الضعيف و المتواتر و صحيح الإسناد ، و هو خبير بالرواة ، بارع التمييز بينهم ، يعرف تمام المعرفة عن من يأخذ و عن من يدع ، لذلك جاء كتابه ” الموطأ ” كنزا نفيسا اعتز به كبار العلماء .
مكانة مالك عند أهل العلم
كان مالك محدثا و فقيها ، و كان في حديثه ينتقي الرواة الذين ينق عنهم ، و لعل بذلك أول ضابط لفن الرواية فقد قال البخاري : ” إن أوثق الرواية مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر ” . إن مالك كان محل احترام العلماء الذين عاصروه مثل ابن وهب ، و أبو مصعب ، و عبد الرحمن بن واقد ، و الشافعي و علماء كثر آخرين اعترفوا بفضله على العلم و العلماء .
تعظيم مالك للحديث
كان مالك اشد تعظيما لحديت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان إذا جلس للفقه جلس كيف كان ، و إذا أراد الجلوس للحديث اغتسل و تطيب و لبس أحسن ثيابه و تعمم و قعد على منصة بخشوع و خضوع ووقار ،و يبخر المجلس بعود من أوله إلى فراغه أدبا مع المصطفى صلى الله عليه و سلم ، حتى بلغ من تعظيمه أنه لدغته عقرب و هو يحدث ست عشر مرة فصار يصفر و يتلوى حتى فرغ المجلس و قال : صبرت إجلالا للمصطفى صلى الله عليه و سلم .
و قال : أحب أن أعظم حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و لا احدث به إلا عن طهارة متمكنا ، و كان يكرهان يحدث في الطريق و هو قائم أو يستعجل فقال :أحب أن أتفهم ما احدث به عن رسول الله صلى الله عليه و سلم .
كتاب الموطأ للإمام مالك
يعتبر كتاب الموطأ المصدر الأول للفقه المالكي و الذي اعتمده المالكية في تقعيد أصول مالك الاجتهادية من خلال تتبع مسائله و طرق ترتيبها و كيفية الاستشهاد عليها و طرق الترجيح فيها وغير ذلك من المسائل الأصولية التي استنبطها علماء المالكية منه .
انتهج الإمام مالك رضي الله عنه في تصنيفه لموطئه على :
– جمع الإمام مالك في موطئه بين مسائل الفقه و أصولها الحديثة ، فكان بذلك أول كتاب ينتهج منهجا علميا يقوم على الاستدلال للمسائل في مواضعها بالأدلة المقررة عند الإمام.
– التمهيد للمسائل الأصولية الاجتهادية لبناء الفروع على الأصول و ذلك بذكر الكتاب الفقهي ثم التفريع للمسائل بذكر الباب على حسب أبواب الفقه.
– العمل على تعليل المسائل بذكر المسالة ثم تعليل الحكم أو ربط الفقه بالدليل من قران أو سنة أو أثر عن الصحابة أو التابعين بذكر الحكم و تعليله.
– تقسيم الكتاب تقسيما وفق أبواب الفقه رعاية لحاجة الناس إلى هذا التقسيم العلمي البيداغوجي ، إذ قسمه إلى (27) كتابا فقهيا و كل كتاب قسم إلى مجموعة من الأبواب ، ووضع لكل باب عنوانه الخاص تسهيلا على قارئها حتى أن ينتقل بطرقة منهجية من باب لآخر بسهولة و يسر و تسهيلا على فهم مضمون الباب .
مميزات الموطأ
– تقديم الفقه الإسلامي مدعما بالدليل.
– تتميز المادة العلمية ، أي مجموع ما جاء من المواضيع الفقهية في موطأ الإمام مالك أنها في الرتب التالية من حيث درجة السند :
أحاديث متصلة السند من الإمام مالك إلى النبي الكريم صلى الله عليه و سلم.
أحاديث مرسلة.
أحاديث منقطعة و هي ما سقط من سندها راو .
أحاديث موقوفة.
البلاغات ما نقل من كلام مالك في الموطأ من قوله: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم …)
أقوال الصحابة.
أقوال التابعين.
اجتهادات الإمام مالك و استنباطاته من القران و السنة أو ما استند إلى قياس أو عمل أهل المدينة .
فكرة إنشاء الملتقى الدولي للمذهب المالكي
جاء هذا الملتقـى في خضم التنوع الثقافي الوافد الينا عن طريق وسائل الإتصال فالتنوع الفقهي اللا مذهبي الذي أصبح يزاحم المرجعية الفقهية المالكية المتجذرة في أوساط شعبنا و التي هي عامل من عوامل وحدة أمتنا الذي أستندنا عليه في أيامنا الحوالك في غضون الثــورة المظـفرة و لأجل هذا و ذاك جاءت فكرة الملتقى فكانت ولاية عين الدفلى سباقة لإحتضان هذا المولود المبارك الذي أشرقت أنواره في غضون إحتفــالية الجزائر بيوم العلــم و كانت الإنطــلاقة في 24 أفريـل 2005م تحت عنـوان المذهب المالكي مـا بعد مرحلة التـأسيس بمـبادرة من ولاية عين الدفلى وكان الملتقى فـي السنـة الأولى وطنيـا ثم ترقى سنة 2007م إلى ملتقى مغاربـي و قد حضرتـه بعض الشخصيات العلميـة من تونس الشقيـقة ثم تـدرج سنة 2009م إلى ملتقـى دولـي حضرتـه شخصيات علمية من بعض الدول العربية كلبنان و المملكة العربيـة السعوديـة.
دعوة لاستكتاب دولي لملتقى المذهب المالكي 17
في إطار التحضير لملتقى المذهب المالكي في طبعته السابعة عشرة، الذي يناقش في هذه الطبعة موضوع: “منظومة الزكاة في المذهب المالكي، الأبعاد الحضارية والتنموية في ظل التحديات المعاصرة”
تدعو وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الباحثين من داخل الوطن وخارجه الراغبين في المشاركة ببحوث في الموضوع، إلى الاطلاع على شروط المشاركة والالتزام بالمواعيد المحددة.