الموقع الرسمي للملتقى الدولي للمذهب المالكي

ومضات عن حياة الإمام مالك

من هو الإمام مالك ؟

هو الإمام مالك بن أنس بن أبي عامر ،شيخ الإسلام ،و حجة الأمة ، و إمـام دار الهجرة ووارث علم التابعـين بها ، وهو من بيت علم و فضل ،ولد سنة 93هـ بالمدينة المنـورة و أخذ عن أشهر أعلامهـا حتى غدا علما من أعلامهـا تضرب إليه أكباد الإبل لإستفتائه و تحقق فيه قول رسول الله صلى الله عليه و سلم “يوشك أن يظهر رجل بالمدينة تضرب إليه أكباد الإبل للفتيا “و قال فيه أيضا :” يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم فلا يجدون أحدا أعلم من عالم المدينـة ” قال عنه الإمام الزرقاني :مالك بن أنس الفقيه إمام دار الهجرة أكمل العـقلاء و أعقل الفضلاء رأس المتقنين و كبير المتثبتين حتى قال الإمام البجاري أصح الأسانيـد كلها مالك عن نافـع عن ابن عمر ، وتسمى السلسلة الذهبيـة، مات سنـة179هـ بمدينـة رسـول الله صلـى الله عليه و سلـم جـزاه الله عن الإسـلام و المسلمين خيرا.

 و هو شيخ الإسلام ، حجة الأمة ، إمام دار الهجرة ، و هو بيت العلم طلب العلم و هو حدث بعيد موت القاسم و سالم فاخذ عن نافع ، و سعيد بن أبي سعيد المقبري ، و عامر بن عبد الله بن الزبير ، و بن المنكدر ، و الزهري و عبدالله بن دينار و خلق كثير ذكرهم من كتب عن مناقبه .و إلى جانب كل واحد منهم ما روى عنه في الموطأ . قال مالك :  كنت أتي نافعا مولي ابن عمر نصف النهار ما يظلني شيء من الشمس و كان منزله بالبقيع بالصورين.

 مالك سليل مدرسة المدينة

كان مالك رضي الله عنه في زعامته لأهل الحديث من الفقهاء سليل مدرسة متميزة المعالم بارزة الخطوط . و قد عاش مالك بن انس في المدينة طيلة حياته التي نيفت على الثمانين ، و لم يفارقها إلا حاجة في مكة ، و كذلك عاش فقهه في إطار السنة لا يكاد يفارقها إلى الرأي ، و إن فارقها أحيانا إليه فعلى قلة لا تمثل بالإضافة إلى استدلاله بالحديث الكثير إلا النزر اليسير .

 إن مالك بن انس سليل المدرسة النبوية ، ابن مدينة الرسول عليه الصلاة و السلام ، حيث كان الفقهاء يأخذون بالرأي .

 قال عنه الدهلوي : كان مالك رضي الله عنه أثبتهم في حديث المدنيين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم و أوثقهما إسنادا، و أعلمهم بقضايا عمر و أقاويل عبد الله بن عمر و عائشة و أصحابهم من الفقهاء السبعة ، و به و بأمثاله قام علم الرواية و الفتوى ، فلما وسد إليه الأمر حدث و أفتى و أفاد و أجاد ، وعليه انطبق قول رسول الله صلى الله عليه و سلم : ” يُوشِكُ أَنْ يَضْرِبَ النَّاسُأَكْبَادَ الْإِبِلِ ، يَطْلُبُونَ الْعِلْمَ ، فَلَا يَجِدُونَ أَحَدًاأَعْلَمَ مِنْ عَالِمِ ‏‏الْمَدِينَةِ” .

 كان الإمام ملك حسن الرواية للأحاديث جيد التمييز بين الضعيف و المتواتر و صحيح الإسناد ، و هو خبير بالرواة ، بارع التمييز بينهم ، يعرف تمام المعرفة عن من يأخذ و عن من يدع ، لذلك جاء كتابه ” الموطأ ” كنزا نفيسا اعتز به كبار العلماء .

مكانة مالك عند أهل العلم

كان مالك محدثا و فقيها ، و كان في حديثه ينتقي الرواة الذين ينق عنهم ، و لعل بذلك أول ضابط لفن الرواية فقد قال البخاري : ” إن أوثق الرواية مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر ” .  إن مالك كان محل احترام العلماء الذين عاصروه مثل ابن وهب ، و أبو مصعب ، و عبد الرحمن بن واقد ، و الشافعي و علماء كثر آخرين اعترفوا بفضله على العلم و العلماء .

تعظيم مالك للحديث

 كان مالك اشد تعظيما لحديت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان إذا جلس للفقه جلس كيف كان ، و إذا أراد الجلوس للحديث اغتسل و تطيب و لبس أحسن ثيابه و تعمم و قعد على منصة بخشوع و خضوع ووقار ،و يبخر المجلس بعود من أوله إلى فراغه أدبا مع المصطفى صلى الله عليه و سلم ، حتى بلغ من تعظيمه أنه لدغته عقرب و هو يحدث ست عشر مرة فصار يصفر و يتلوى حتى فرغ المجلس  و قال : صبرت إجلالا للمصطفى صلى الله عليه و سلم .

 و قال : أحب أن أعظم حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و لا احدث به إلا عن طهارة متمكنا ، و كان يكرهان يحدث في الطريق و هو قائم أو يستعجل فقال :أحب أن أتفهم ما احدث به عن رسول الله صلى الله عليه و سلم .

كتاب الموطأ للإمام مالك

 يعتبر كتاب الموطأ المصدر الأول للفقه المالكي و الذي اعتمده المالكية في تقعيد أصول مالك الاجتهادية من خلال تتبع مسائله و طرق ترتيبها و كيفية الاستشهاد عليها و طرق الترجيح فيها وغير ذلك من المسائل الأصولية التي استنبطها علماء المالكية منه .

 انتهج الإمام مالك رضي الله عنه في تصنيفه لموطئه على :

 – جمع الإمام مالك في موطئه بين مسائل الفقه و أصولها الحديثة ، فكان بذلك أول كتاب ينتهج منهجا علميا يقوم على الاستدلال للمسائل في مواضعها بالأدلة المقررة عند الإمام.                

 – التمهيد للمسائل الأصولية الاجتهادية لبناء الفروع على الأصول و ذلك بذكر الكتاب الفقهي ثم التفريع للمسائل بذكر الباب على حسب أبواب الفقه.

 – العمل على تعليل المسائل بذكر المسالة ثم تعليل الحكم أو ربط الفقه بالدليل من قران أو سنة أو أثر عن الصحابة أو التابعين بذكر الحكم و تعليله.

 – تقسيم الكتاب تقسيما وفق أبواب الفقه رعاية لحاجة الناس إلى هذا التقسيم العلمي البيداغوجي ، إذ قسمه إلى (27) كتابا فقهيا و كل كتاب قسم إلى مجموعة من الأبواب ، ووضع لكل باب عنوانه الخاص تسهيلا على قارئها حتى أن ينتقل بطرقة منهجية من باب لآخر بسهولة و يسر و تسهيلا على فهم مضمون الباب .

مميزات الموطأ

 – تقديم الفقه الإسلامي مدعما بالدليل.

 – تتميز المادة العلمية ، أي مجموع ما جاء من المواضيع الفقهية في موطأ الإمام مالك أنها في الرتب التالية من حيث درجة السند :

أحاديث متصلة السند من الإمام مالك إلى النبي الكريم صلى الله عليه و سلم.

أحاديث مرسلة.

أحاديث منقطعة و هي ما سقط من سندها راو .

أحاديث موقوفة.

البلاغات ما نقل من كلام مالك في الموطأ من قوله: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم …)

أقوال الصحابة.

أقوال التابعين.        

اجتهادات الإمام مالك و استنباطاته من القران و السنة أو ما استند إلى قياس أو عمل أهل المدينة .

Scroll to Top